top of page
بحث

Et tu, Brute?

  • صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثاني
    نواف بن مبارك آل ثاني
  • 4 أكتوبر 2024
  • 2 دقائق قراءة

ليست المسألة شخصية.. يا جو! بل إنها مسألة سياسية


قرارُ الرئيسِ جو بايدن بإنهاء حملته لإعادة الانتخاب أحدث هزةً في المشهد السياسي الأمريكي، تذكرنا بمسرحية شكسبير «يوليوس قيصر»، فالتقارير التي تفيد بأن بايدن شعر بالخيانة من حزبه الذي ضغط عليه للانسحاب من السباق تُثير صورًا عاطفيةً لخيانة قيصر من قِبل مجلس الشيوخ الروماني، خاصة من أقرب الناس له «بروتُس»، ومن هنا أتى سؤال قيصر وهو يحتضر «Et tu, Brute?» باللاتينيّة، أو»حتى أنت، يا بروتُس؟». ومع ذلك، ما يبدو كخيانة شخصية – من تقارير إخباريّة – هو في الواقع انعكاس صارخ للواقع السياسي داخل الحزب الديمقراطي.

كانت حملة بايدن، التي تُعاني من أداء ضعيف في المُناظرات وتصاعد المخاوف بشأن عمره وصحته، تواجه مُعارضةً مُتزايدةً من داخل صفوف حزبه، ما دفع النواب الديمقراطيين، الذين يخشون فِقدان البيت الأبيض والسيطرة على الكونجرس معًا للضغط على بايدن للتنحي عن السباق. هذا الضغط، يؤكد الحقيقة السياسيّة: (الحزب بحاجة إلى مُرشح قوي للحفاظ على قوته). في إعلانه على وسائل التواصل الاجتماعي، عبَّر بايدن عن نيته التركيز فقط على أداء واجباته كرئيس حتى نهاية فترة ولايته، وقراره بدعم نائبته كمالا هاريس كخليفة له يُبرز التحوّل الاستراتيجي للحزب، هذه الخُطوة، رغم أنها ضروريّة، تُسلط الضوء على الحسابات السياسيّة القاسية للبقاء.

حسابات الحزب الديمقراطي الداخلية كانت واضحةً، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن استمرار بايدن في الترشح قد يؤدّي إلى خسائر فادحة، ليس فقط في السباق الرئاسي بل في مجلسي النواب والشيوخ أيضًا. كمالا هاريس، المُرشحة الديمقراطيّة المُفترضة الآن، تُجسّد «الفرص والمخاطر» معًا كأول امرأة سوداء ومن أصل آسيوي تقود حزبًا كبيرًا، ترشيحها يُمثل إنجازًا تاريخيًا، ومع ذلك يُعرّضها هذا الترشيح لانتقادات شديدة، خصوصًا فيما يتعلق بدورها في سياسات الهجرة ومِلفات أخرى «قديمة»، وسيستغل الجمهوريون هذه القضايا بالفعل.

كان رد ترامب على انسحاب بايدن «حادًا» كالمُتوقّع، فهجومه عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكد اعتقاده أن بايدن لم يكن مؤهلًا للخدمة ووعد بـ «إصلاح الأضرار» التي تسببت بها إدارة بايدن. فحملة ترامب، التي كانت تأمل مواجهة بايدن، يجب أن تتكيفَ الآن مع خَصْمٍ جديدٍ، فهم يرون في هاريس فرصةً وتحديًا في آن واحد.

انسحاب بايدن يُسلط الضوءَ أيضًا على الانقسامات الداخليّة داخل الحزب الديمقراطي، فدعمه الثابت لعمليات إسرائيل العسكريّة في غزة أثار نفور العديد من الناخبين التقدميين، خصوصًا الشباب والأقليات. هذه الانقسامات، إلى جانب صعوباته الواضحة في الظهور العلني، أدّت إلى تحوّل دراماتيكي في استراتيجية الحزب.

الرأي الأخير:

يؤكد انسحاب بايدن حقيقةً أساسيةً، وهي أن السياسة الأمريكيّة قد نطقت بحكمها: «ليست المسألة شخصية، يا جو! بل هي مسألة سياسية». فالدافع المُستمر للسلطة واستراتيجيات الانتخابات أملت هذا التحوّل الدراماتيكي، فبينما تستعد أمريكا للمرحلة الأخيرة من هذا الدورة الانتخابيّة، تذكرنا أصداء «حتى أنت يا بروتُس» بتعقيدات وقسوة الحياة السياسيّة.

(أعلنوا الفوضى وأطلقوا العِنان لكلاب الحرب – شكسبير).

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


Comentarios


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكاتب الشخصية فقط.

pod144r21.tif
PoliSMAIN35776s18.tif

© 2025 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page