top of page
صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

إسرائيل والفرصة الأخيرة

مأساة غزة ودور الوساطة الدوليّة


مع تصاعد العنف في قطاع غزة وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 40 ألف شهيد، يبدو أن الجهود الدوليّة لوقف هذه المأساة وصلت إلى مرحلة حرجة، فزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل تأتي في سياق دبلوماسي مُكثف يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكن التحديات التي تواجه هذه الجهود لا تزال ضخمةً بسبب تعنّت الحكومة الإسرائيليّة ورفضها تقديم التنازلات الضروريّة لتحقيق السلام.

إن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «النصر الكامل» ورفضه القاطع لأي وقف دائم لإطلاق النار، يُسلطان الضوءَ على العقليّة العسكريّة التي تحكم القرارات الإسرائيليّة في هذه الأزمة. إسرائيل، التي تتذرّع بمخاوفها الأمنيّة، تواصل سياساتها العدوانيّة التي لا تُميّز بين المُقاتلين والمدنيين، ما يؤدّي إلى مزيدٍ من الدماء والمُعاناة في غزة، هذه السياسات تعكس استهتارًا واضحًا بحياة الفلسطينيين وتجاهلًا تامًا للنداءات الدوليّة لوقف العدوان.

في هذا السياق، تلعب دولةُ قطر دورًا مُهمًا في الجهود المبذولة للتوصّل إلى تسوية دائمة، بالتعاون مع الولايات المُتحدة ومصر، فدور قطر في هذه الأزمة لا ينبغي النظر إليه كدعم لفصيل معين أو كجزء من صراع إقليمي أوسع، بل كجزء من مساعيها لتعزيز الاستقرار في المِنطقة، حيث إن جهود الوساطة القطريّة تُركّز على تحقيق وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار عن غزة، وضمان سلامة المدنيين، وإطلاق سراح الرهائن والمُحتجزين.

الولايات المُتحدة من جانبها، وعلى الرغم من انتقاداتها المُتكرّرة للانتهاكات الإسرائيليّة، لا تزال شريكًا رئيسيًا في الجهود الدبلوماسيّة، وزيارة بلينكن إلى إسرائيل تهدف إلى توحيد المواقف بين الحلفاء وإيجاد صيغة تفاهم تُمكّن من إنهاء الصراع المُستمر، لكن من الواضح أن هناك فجوةً كبيرةً بين ما تراه إسرائيل كضمانات أمنيّة، وما يراه المُجتمع الدولي كخطوات ضروريّة لتحقيق السلام.

الجهود الدبلوماسيّة المبذولة حاليًا تتركّز على نقاط خلاف رئيسية مثل السيطرة على ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وحق الفلسطينيين المُهجّرين في العودة إلى منازلهم، و»شروط» إطلاق سراح الرهائن. هذه القضايا تعكس تعقيد الصراع وتشابك المصالح المُختلِفة، ما يجعل التوصّل إلى حل دائم تحديًا كبيرًا.

الرأي الأخير:

الإشادة الدوليّة بالدور الحيوي الذي تلعبه قطر ومصر والولايات المُتحدة في مُحاولة إنهاء هذه الأزمة أصبحت جليّة، لكن يجب أيضًا الاعتراف بأن تحقيق السلام لن يتم إلا إذا كانت هناك إرادة حقيقيّة من جميع الأطراف المعنيّة، فإسرائيل بحاجة إلى مُراجعة سياساتها والاعتراف بأن القوة العسكريّة وحدها لن تُحققَ لها الأمن المنشود. وفي المُقابل، يجب على المُجتمع الدولي أن يواصلَ الضغط على جميع الأطراف للالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الإنسان، لضمان ألا تكون الجهود الحالية لإنهاء الصراع في غزة مجرّد مُحاولة أخرى تفشل في تحقيق السلام، بل خُطوة حقيقيّة نحو مُستقبل أفضل للجميع.

(من لا يتخلى عن السلاح.. يظل أسيرًا للحرب)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page