top of page
بحث

كارثة السودان

  • صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثاني
    نواف بن مبارك آل ثاني
  • 5 أكتوبر 2024
  • 2 دقائق قراءة

هل فشل المجتمع الدولي في إنقاذ الملايين؟


يعيش السودان اليوم واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث. فمنذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يواجه الملايين ظروفًا قاسية من الحرب والدمار، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية، خاصة القطاع الصحي. ويُقدّر أن أكثر من 25 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان البلاد، بحاجة ماسة إلى المُساعدات الإنسانية، في وقت يتفشى فيه الجوع والمرض بشكل غير مسبوق.

النظام الصحي في السودان يمر بحالة انهيار شبه تام، حيث إن 70% من المرافق الصحية إما مُعطلة أو تعمل بقدرة محدودة. هذا الوضع أدى إلى انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا التي تفاقم مُعاناة السودانيين. وفي الوقت ذاته، يعاني 14.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما يُهدد حياة الملايين. ومع كل هذه التحديات، تأتي استجابة المجتمع الدولي غير كافية لتلبية الاحتياجات العاجلة. فقد طالبت الأمم المتحدة بتقديم 2.7 مليار دولار لدعم السودان هذا العام، لكن ما تم جمعُه لا يغطي سوى نصف هذا المبلغ.

لكن الأبعاد الإنسانية ليست الوحيدة التي تعكس حجم الأزمة السودانية. فقد أدى النزاع إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وفي دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان، ما يزيد من الأعباء على هذه الدول. إلى جانب ذلك، تعطلت حركة التجارة عبر البحر الأحمر، وهو شريان حيوي للتجارة الدولية، ما يزيد من التعقيدات الاقتصادية. وفي ظل الفراغ الأمني، تنشط الجماعات المتطرفة وتهريب الأسلحة، وهو ما يفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة ويهدد استقرارها.

إن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الأزمة ليس مجرد فشل أخلاقي، بل هو أيضًا خطر استراتيجي يهدد أمن المنطقة والعالم. لقد علمتنا التجارب السابقة، من رواندا إلى سوريا، أن الأزمات التي يتم تجاهلها تتفاقم وتؤدي إلى تكاليف بشرية وسياسية ضخمة. السودان لا يحتاج فقط إلى مساعدات مالية عاجلة، بل إلى إنهاء فوري للنزاع وإحلال السلام. فالضغط الدولي هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع المدمر وإعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة.

الرأي الأخير…

نحن أمام لحظة حاسمة، على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه شعب السودان، ويتخذ خطوات فاعلة نحو إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار. وكما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «أفضل علاج لهذه الأزمة هو السلام» فالسودانيون لن يتمكنوا من التعافي إلا بعودة الأمن والاستقرار، ولا يمكن للعالم أن يظل متفرجًا على هذه المأساة.

(حيث يغيب السلام، ينمو الألم)

إلى اللقاء في رأي آخر...


Commentaires


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكاتب الشخصية فقط.

pod144r21.tif
PoliSMAIN35776s18.tif

© 2025 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page