top of page
بحث

حرب لبنان الجديدة

  • صورة الكاتب: نواف بن مبارك آل ثاني
    نواف بن مبارك آل ثاني
  • ٥ أكتوبر ٢٠٢٤
  • 2 دقائق قراءة

التصعيدُ الدامي يفتح بابَ الأسئلة الصعبة دون إجاباتٍ شافيةٍ


لم تعد المواجهةُ بين إسرائيل، وحزب الله مجردَ مُناوشات أو تحذيرات عابرة، بل تحولت إلى «حرب فعلية» تتصاعد يومًا بعد يوم، رغم أن كثيرًا من الخبراء في العالم لا يزالون يصفونها بـ »مقدمة للحرب». الأرقام والوقائع على الأرض تؤكدان أنّ حرب لبنان الجديدة قد بدأت بالفعل؛ فمع قرابة 600 شهيد، و1900 مصاب حتى كتابة هذا المقال، واستمرار تهجير آلاف المدنيين تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف، لا يمكن وصف ما يحدث بأنّه مجرد مواجهة محدودة، بل هو صراعٌ يحمل في طيّاته مخاطر أكبر بكثير.

السؤال الآن لم يعد حول ما إذا كانت الحرب قد بدأت، بل حول إلى أين ستتّجه؟ هل ستبقى في إطارها الحالي كحرب محدودة، أم ستتوسع لتصبح مواجهة شاملة تستنزف الجميع؟ مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على مواقع حزب الله في الجنوب والبقاع، تبدو فرص ضبط النزاع في تراجع مستمر، بينما تزداد احتمالات التصعيد الواسع يومًا بعد يوم.

المؤشرات على الأرض تكشف أن هذه الحرب ليست مجرد صراع عسكري، بل صراع على مستقبل لبنان بأكمله. فإسرائيل لا تكتفي بالضربات الجوية، بل تلجأ إلى أساليب الحرب السيبرانية والنفسية عبر رسائل تحذيرية تُرسل إلى الهواتف وتُبث عبر موجات الراديو المخترقة، بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي. ويبرز السؤال هنا: هل تسعى إسرائيل لإشعال فتيل الانقسامات الداخلية لتقويض الجبهة اللبنانية؟ وهل يمكن أن يؤدي هذا إلى صراع داخلي يهدد بانزلاق لبنان نحو «توترات أمنية داخلية»؟

إسرائيل، من خلال تكتيكاتها، تأمل استغلال الاستياء من حزب الله بين بعض فئات اللبنانيين؛ لتحفيز معارضة داخلية قد تتحول إلى صراع يُضعف موقف الحزب ويخفف من العبء على إسرائيل. ولكن، هل سينجح هذا السيناريو؟ أم أن الحرب ستوحد كل الأطياف اللبنانية أمام عدو مشترك؟

المخاطر لا تقتصر على الانقسام الداخلي المحتمل؛ بل هناك احتمال أن تتحول هذه الحرب إلى مواجهة شاملة تشمل كل الأطراف اللبنانية. وفي ظل غياب جهود حقيقية لوقف إطلاق النار، وضغط متزايد على الحكومة اللبنانية، واقتصاد مترنح، يبدو لبنان على أعتاب مرحلة غير مسبوقة من الفوضى والصراع، وهو ما تسعى إسرائيل إلى فرضه على لبنان.

الرأي الأخير:

اليوم، نحن أمام حرب مفتوحة لا تحكمها قواعد، ولا يمكن لأحد التنبؤ بمداها أو نهايتها. ستتعلق الأسئلة القادمة بحجم الخسائر التي سيتحملها لبنان، وما إذا كانت إسرائيل ستنجح في تحقيق أهدافها. لكن، مهما كانت النتائج، يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني، الذي يقف وحيدًا وسط نار حرب لا ترحم وواقع يزداد سوءًا كل يوم.

(حين يشتعل الصراع، تبقى الحقيقة رهينة النار).

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


Comments


  • RSS
  • X
  • Instagram
  • Youtube

جميع الآراء هنا تمثل آراء الكاتب الشخصية فقط.

pod144r21.tif
PoliSMAIN35776s18.tif

© 2025 Nawaf bin Mubarak Al-Thani, All rights reserved.

bottom of page