top of page
صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

لبنان.. والحصن الأخير

شيخنا والفتى عند صوت الوطن


مع بزوغ فجر الثلاثاء، بدأت إسرائيل غزوًا بريًا محدودًا في جنوب لبنان على طريقة «الاستطلاع بالقوة»، مستهدفة مواقع حزب الله. العملية، التي وُصفت بأنها «محدودة ومحلية» ستكون مقدمة على ما يبدو لغزو أكثر شمولية يستهدف إنشاء منطقة عازلة في الأراضي اللبنانية وعلى طول الشريط الحدودي، ولتحمل إشارات إلى إمكانية توسيع إسرائيل لنطاق الصراع داخل الأراضي اللبنانية في وقت لاحق، ومع ذلك، تختلف هذه العملية عن الحروب السابقة في عدة نواحٍ، أبرزها نقص الموارد البشرية لدى الجيش الإسرائيلي من مقاتلين مدربين، مقارنة بما كان عليه في حروب 1982 و2006، مما يجعل من الصعب تنفيذ غزو شامل في الوقت الراهن.. على الأقل.

لكن إسرائيل ستسعى إلى تعويض هذا النقص باستخدام تطور قدراتها التكنولوجية، فالجيش الإسرائيلي يعتمد اليوم على مبادئ «الحرب الطيفية الكاملة»، وهي عقيدة قتالية حديثة تجمع بين الهجمات الجوية والبرية والعمليات السيبرانية، إضافة إلى استخدام الطائرات بدون طيار، وذلك للاستطلاع الاستخباري والعملياتي وتنفيذ الضربات الدقيقة، ورغم أن هذه الأدوات توفر لإسرائيل ميزة تكتيكية، إلا أنها لن تغير من الواقع الصعب الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي اليوم وبخاصة عند التصدي لما يعرف بـ «حرب العصابات والمناطق المأهولة»، وهي تكتيكات يجيدها حزب الله في المناطق الجبلية والمبنية.

يمتلك حزب الله اليوم خبرة عميقة في الحروب غير التقليدية ويستغل التضاريس الصعبة في جنوب لبنان بفعالية. يعتمد الحزب على الأنفاق والمخابئ والعمليات النوعية، مما يجعل أي تقدم إسرائيلي محفوفًا بالمخاطر ويهدد بتورط الجيش الإسرائيلي في حرب طويلة الأمد. ورغم التفوق التكنولوجي لإسرائيل، إلا أن التاريخ العسكري يظهر أن هذا النوع من الحروب لا يُحسم بسهولة، خاصة عندما تكون البيئة معقدة ويدعم السكان المحليون المقاومة. فعادة ما تتسم هذه الحروب بتقدم سريع للجيش النظامي يملؤه بالتفاؤل، إلى أن يجد نفسه بعد حين، عالقًا في الرمال المتحركة للمعارك غير التقليدية، عاجزًا عن التقدم أو الانسحاب، ونجد في التاريخ الحديث الأمثلة الكثيرة على هذه البدايات والنهايات.

التحدي الآخر الذي يواجه إسرائيل هو قدرة حزب الله المستمرة «حتى الآن» على إطلاق صواريخ بعيدة المدى تستهدف شمال إسرائيل، مما يضع الجيش الإسرائيلي في موقف دفاعي حتى أثناء تنفيذه للهجوم. وإذا استمر القتال، فمن المحتمل أن يتسع نطاق الصراع ليشمل قوى إقليمية أخرى، مثل إيران، مما يعقد الحسابات العسكرية والسياسية.


الرأي الأخير …

أما على صعيد الداخل اللبناني، فالشعب يواجه تحديات هائلة، ورغم محاولات إسرائيل المستمرة لزرع الفتنة الطائفية وتقسيم البلاد، يبقى الأمل أن اللبنانيين من جميع الطوائف يدركون أن استقرار بلادهم يعتمد على وحدتهم، فالتاريخ يظهر أن الفتن الداخلية لا تخدم سوى مصالح من يسعى لزعزعة استقرار لبنان. وهنا، يأتي دور الشعب اللبناني كالحصن الأخير ضد تفكك البلاد وتبعات الحرب.


(شيخنا والفتى عند صوت الوطن)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page