خطوة بايدن الخطيرة في الحرب الأوكرانية
قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية يعد تصعيداً خطيراً يهدد بتغيير مسار الحرب الأوكرانية بشكل جذري. هذا القرار، الذي يأتي قبل أسابيع قليلة من مغادرة بايدن للبيت الأبيض، يثير تساؤلات كبيرة حول دوافعه وتبعاته، خاصة في ظل قرب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه، وهو الذي تعهد بإنهاء الحرب عبر التفاوض.
الصواريخ التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تمنح أوكرانيا قدرة هجومية كبيرة على استهداف القوات الروسية وسلاسل الإمداد، خصوصاً في منطقة كورسك. لكن هذا التصعيد يأتي في وقت حرج جداً؛ إذ يتزامن مع تصعيد روسي مستمر وضغوط دولية على الولايات المتحدة لتقديم حل سياسي بدلاً من التورط العسكري.
من الواضح أن قرار بايدن ليس مجرد استجابة لمطالب أوكرانية، بل هو جزء من رؤية سياسية لفرض معادلات جديدة قبل مغادرته المنصب. لكنه في الوقت ذاته يضع الإدارة القادمة أمام معضلة استراتيجية. ترامب، الذي بنى حملته على وعود بإنهاء الحروب المكلفة، قد يجد نفسه مضطراً للتراجع عن هذا القرار من أجل تعزيز مصداقيته كرئيس قادر على صنع السلام.
ومع ذلك، فإن التراجع عن هذا القرار لن يكون سهلاً. بايدن، الذي قدم هذه الصواريخ في توقيت حساس، يدرك أن التراجع عنها قد يُضعف موقف الولايات المتحدة أمام حلفائها ويفتح المجال أمام روسيا لاستغلال الوضع. وهذا هو التحدي الحقيقي الذي سيواجه ترامب: كيف يمكنه تحقيق السلام دون تقديم تنازلات كبرى تعيد تمكين روسيا؟
على الجانب الآخر، يُثير هذا القرار غضباً شديداً في موسكو. الكرملين وصف الخطوة بأنها ”صب الزيت على النار“، وحذر من تصعيد غير مسبوق قد يشمل ضربات انتقامية واسعة النطاق. هذه التهديدات ليست مجرد تصريحات دعائية؛ فروسيا قد ترى في هذه الخطوة فرصة لتبرير تصعيد أكبر يستهدف أوكرانيا وبنيتها التحتية بشكل مدمر.
إن قرار بايدن يضع العالم أمام مرحلة خطيرة من الصراع، حيث تتشابك المصالح الدولية وتتعقد الحلول. وإذا كان ترامب جاداً في وعوده بإنهاء الحرب، فإن أول اختبار له سيكون في كيفية التعامل مع هذا القرار. التراجع قد يكون خطوة ضرورية، لكن الأهم هو تقديم رؤية سياسية ودبلوماسية تعيد فتح قنوات الحوار وتضع حداً لهذا النزاع الدموي.
الرأي الأخير …
في النهاية، هذا القرار سيدفع الصراع إلى تصعيد جديد مع توقع رد روسي قوي وتوتر متزايد. ترامب سيواجه اختباراً صعباً فإما التراجع عن هذا المسار التصعيدي أو التورط في نزاع أوسع يعاكس وعوده الانتخابية، مما يجعل الأشهر القادمة حاسمة في رسم مستقبل هذا النزاع المتفاقم.
(حين تصرخ البنادق، تهمس العدالة)
إلى اللقاء في رأي آخر ،،،
Commenti