top of page
صورة الكاتبنواف بن مبارك آل ثاني

سوريا واحدة.. حرة بيد شعبها

مرحلةٌ جديدةٌ أمام السوريين تتطلب الوحدة والعمل الجماعي لبناء مُستقبل مُشرق.

مع حلول الشتاء على المناطق التي مزقتها الحروب في لبنان وأوكرانيا، قد يبدو أن التباطؤ الطبيعي في العمليات البرية يشكل فرصة لتهدئة الأوضاع وإطفاء نيران الصراع. ولكن التاريخ يحذرنا من أن نخلط بين التهدئة المؤقتة والسلام. فالحروب لا تنتهي عندما تنخفض درجات الحرارة؛ بل تتوارى لتستعد للعودة مع أول ذوبان للجليد. وفي هذا الشتاء، يبرز السؤال: هل نحن على أعتاب سلام حقيقي أم أن الأمور تتجه نحو مرحلة جديدة من الدمار؟شهدت الساحة السورية تحوُّلات كبيرة خلال الأيام الأخيرة، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على معظم مدينة حلب، مع تحقيق تقدم باتجاه حماة في وقت قياسي. هذه التطورات تفتح الباب لتساؤلات جوهرية: هل نحن على أعتاب نهاية حكم بشار الأسد؟ أم أن هذه التحركات تمثل حلقة جديدة في صراع طويل ومُعقد؟مع سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات طويلة من القمع والدمار، تدخل سوريا اليومَ مرحلة جديدة مملوءة بالتحديات والآمال. لقد هتفَ الشعب السوري للحرية في الشوارع منذ البداية، مُتحديًا نظامًا أراد أن يجعل الخوف واليأس قدرًا دائمًا. واليومَ، تبدو الحرية أقرب من أي وقت مضى، لكنها تتطلب عملًا جماعيًا ورؤية وطنية شاملة تُعيد للسوريين دولتهم ووحدتهم، وتحمي بلادهم من خطر الانقسام والصراعات.

التحدي الأكبر الذي يواجه السوريين الآن هو الحفاظ على وحدة بلادهم. أي محاولة لتقسيم سوريا أو تفكيكها ستكون انتكاسة كبيرة، ليس فقط للسوريين، بل للمنطقة بأكملها. لا يُمكن السماح بتحويل سوريا إلى ساحة لصراعات النفوذ أو المصالح الأجنبية. الشعبُ السوري وحده هو الذي يجب أن يقرر مُستقبله، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية تسعى لاستغلال هذه اللحظة التاريخية لصالح أجندات خاصة.

لقد أظهرت التجاربُ السابقة في دول أخرى أن المرحلة الانتقالية قد تكون محفوفة بالمخاطر، ولكنها في الوقت ذاته فرصة لإعادة البناء على أسس جديدة. الحوار الوطني الشامل هو المفتاح. يجب أن تُتاح الفرصة لكل المكونات السورية للمشاركة في رسم ملامح المُستقبل، من خلال حكومة تمثل الجميع وتضمن حقوق الجميع، مع التأكيد على أن العدالة والمُصالحة الوطنية أساسان لا غنى عنهما لتحقيق الاستقرار.

في هذا السياق، يبرز الدور الإقليمي والدولي كعامل مساعد وليس مُهيمنًا. وظلت قطر-كما عهدناها- ثابتة في دعمها للشعب السوري، مؤكدة أن الحل يجب أن ينبع من إرادة السوريين أنفسهم. المُجتمع الدولي مُطالب الآن بتقديم الدعم الإنساني والمادي لإعادة إعمار سوريا، ولكن دون فرض أي أجندات أو حلول جاهزة تُضعف استقلال القرار السوري.

تخيلتُ كثيرًا هذه اللحظة: شعب سوري يقفُ في ساحة الأمويين، يغني نشيد الحرية، والعلم السوري المُستقل يرفرف فوق رؤوسهم. تخيلت سوريا تعود إلى مكانتها الطبيعية كدولة قوية ومستقلة، تسهم في بناء السلام والاستقرار في المنطقة. ولكن لتحقيق هذا الحلم، يحتاج السوريون إلى العمل معًا، إلى تجاوز الماضي الأليم، وإلى وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

الرأي الأخير:

سوريا الجديدة هي مسؤولية أبنائها، وهي فرصة تاريخية لبناء دولة حديثة تقوم على الحرية والعدالة، الطريق ليس سهلًا، ولكنه ممكن بالإرادة الصادقة والعمل الجماعي، السوريون اليوم أمام مفترق طرق، لكنهم أثبتوا دائمًا أن إرادتهم أقوى من أي نظام أو تحدٍ.

(من الشعب وإلى الشعب، الحرية قرار لا رجعة فيه).

إلى اللقاء في رأي آخر،،،


٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page